الثلاثاء، 26 مايو 2009

مقاطع من تاريخ الصهاينة والنازيين المشترك

*قضية كاستنر والجستابو:
لقد أثبتت مجموعة وثائق وأحداث قضية كاستنر الدور الذي لعبته الحركة الصهيونية العالمية في التعاون الوثيق مع أجهزة استخبارات هتلر، بخاصة وأن رودولف كاستنر كان مفوضاً للوكالة اليهودية العالمية وهو دكتور في الحقوق من أصل روماني وعضو مهم في المنظمة الصهيونية العالمية ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد صهاينة بنسلفانيا، وبالوقت نفسه شغل منصب رئيس الاتحاد الصهيوني الهنغاري والرئيس التنفيذي لإنقاذ يهود هنغاريا ورومانيا في خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أن فضيحة (إيخمان) في خلال المحاكمة في نيورينبرغ قد كشفت إذ تم جلب الوثائق والشهود والتأكيد بأن رودولف كاستنر قام في معسكرات الاعتقال النازي عام 1944م بدفع آلاف اليهود الهنغار والرومان للموت وسعى إلى دفع الـ أس. أس لإبادتهم وهو مسؤول عن مقتل 590 ألف يهودي من هنغاريا ورومانيا بموافقة قادة الجستابو والمنظمة الصهيونية العالمية بعد فرضهم للنظام الفاشي في غيتو "بودابست" وسوق هؤلاء اليهود بالقطارات بعد إقناعهم أنهم مهاجرون إلى أميركا، وبالخداع تم سوقهم إلى حتفهم وكتب الصهيوني (بن هتيا)[37] في كتابه بعنوان (الغدر):
"كان الكثير من يهود هنغاريا على بعد ثلاثة أميال من حدود رومانيا وتحت حراسة الجستابو النازية دفع بهم كاستنر إلى الموت دون وازع من الضمير أو الشفقة...".
وقد اعترف كاستنر أمام محكمة نيورينبرغ التي حاكمت المجرمين النازيين بأنه غطى على قسم كبير من أجهزة الأمن والمباحث المشتركة النازية- والصهيونية حقيقة وعدم كشف حقيقة دفع اليهود إلى المذابح بمؤامرة دنيئة منه كي يكونوا عبرة لغيرهم ليهاجروا إلى فلسطين قبل فوات الأوان إلا أنه في عام 1948م عين كاستنر مديراً للعلاقات العامة بوزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية ثم التحق بإذاعة إسرائيلية خاصة تبث برامجها إلى هنغاريا ورومانيا لتضليل الرأي العام هنالك[38]. حاول فيما بعد أحد الصحفيين اليهود التعرف على شخصيته واتهمه بأنه تعامل مع النازيين وجلب وثائق تدينه تماماً، وأظهر ذلك في قاعة المحكمة الإسرائيلية[39]، إلا أن الأجهزة السرية الإسرائيلية باغتت الصحفي وسرقت منه الوثائق بالكامل لإغلاق ملف تعاونها مع المخابرات النازية، وقررت قتله بعد تهديده من قبل الموساد للتراجع عن الدفع بالقضية إلى الأمام وإلا سيقتل، وهرب الصحفي إلى خارج الكيان الصهيوني ولم يعد أحد يعرف عنه شيئاً، وقررت الأجهزة السرية الإسرائيلية في آذار عام 1957م إسكات رودولف كاستنر للأبد، واغتالته بالرصاص ورغم أن جراحه خفيفة قررت قتله في إحدى المستشفيات وكان بن غوريون وغولدا مائير وآلون المخططين لهذا العمل، لأنهم أهم عناصر القيادة الصهيونية الذين عقدوا الصفقات والاتفاقيات مع الأجهزة السرية الألمانية لنقل الأسلحة وإيرادات الممتلكات اليهودية التي لم يستطع اليهود بيعها[40].
لنعود إلى الاتفاق الذي وقع بين الوكالة اليهودية- العالمية وبين فرع الجستابو تحت رقم (11-112) المسمى مكتب فلسطين المشترك الذي كانت مهمته انتقاء أفضل اليهود الألمان المناسبين من النواحي السياسية والمالية والفنية، لإرسالهم إلى فلسطين والدول العربية وبالأخص إلى مصر، واتفق الطرفان لكي يغادر هؤلاء بمجموعات سرية إلى البرازيل والأرجنتين بضمانة الجالية اليهودية الغنية والقوية فيها، ثم انتقلوا إلى جزر آزور بعلم الطرفين بين أعوام (1933م-1937م) ووصل منهم أكثر من 40 ألف يهودي ألماني، وكان قسم (ميلدنيشتاين) أنشئ ضمن جهاز أمن القوات الخاصة الألمانية النازية، وأقام صلات قوية مع المنظمة اليهودية العالمية، وفي عام 1937م وبمبادرة من شاخت رئيس البنك الألماني تمت الموافقة الشخصية من هتلر بتوسيع مجال عمل (الجمعية التجارية اليهودية- هآفارا[41] والتقى و(ايزرمان وجولدمان) زعيما المنظمة الصهيونية في خلال الثلاثينات بزعيم الفاشية الإيطالية (موسوليني) حليف هتلر والذي كان صاحب فضل كبير على اليهود الألمان والإيطاليين بتوسيع الصلات الاقتصادية لجمعية- هآفارا- وتم بالتعاون فيما بينهم افتتاح مدرسة عسكرية بحرية صهيونية (غير شرعية) في مدينة تشيفيتا فيكيا، الإيطالية، وظلت تنشط لصالح المنظمة الصهيونية، وأدخلت عليها مجموعات من منظمة يهودية شتيرن وآرغون (تزفاي ليؤمي) (المنظمة العسكرية القومية لإسرائيل) وهي جماعة انشقت عن الهاغاناه برئاسة (ف. جابوتنسكي زعيم بتيار الإرهابيين الصهاينة الإصلاحيين وشكلت فرقة (الحرس الأسود)[42] في خارج وداخل فلسطين ويعود إليها مجموعة أعمال إرهابية ضد العرب.
وزودت المستعمرات اليهودية في فلسطين بالمتخرجين من المدرسة العسكرية البحرية الإيطالية بالاتفاق مع موسوليني، واستطاعت القيادة الإرهابية الصهيونية في إيطاليا وتشكيوسلوفاكيا ودول أخرى جمع أموال كبيرة لشراء زوارق حربية وطوربيدات لهؤلاء المتخرجين وتم إرسالهم إلى ميناء (تل أبيب) لحماية المستعمرات تحت حجج حماية أنفسهم من العرب، وبمذكرات غولدا مائير أكدت أنهم لم يحلموا يوماً ما أن يكون لديهم ذلك الأسطول الجديد الحربي الذي اعتبر ميناء تل أبيب القريب من يافا ميناء حيوي لأنشطة البحرية الصهيونية واتصالاتها الخارجية عبر البحار.[43]
أما كاناريس رئيس جهاز (أبفيهر) المختص بـ المخابرات المضادة لألمانيا النازية نسق أنشطته مع رجال المخابرات الإسرائيلي في المنظمة الصهيونية العالمية، لاضطهاد اليهود وأوضحت وثائق الحرب العالمية الثانية، وبعد أن استولت عليها القوات السوفييتية حتى دخولها لبرلين، بأن هنالك شخص يدعى (يعقوب- ياكوف) كان ذاته مائير أميت أحد قادة المخابرات الخارجية الإسرائيلية، وهو الذي كشف محطة إذاعة الشيوعيين الألمان السرية، بعد أن باءت جهود الجستابو وجهاز أمن القوات الخاصة بالعثور على مكانه.
ألقيت المهمة على عصابة (شتيرن) وهاغاناه بيت و(آرغون تسفاي ليؤمي) في ألمانيا وإيطاليا، وزجت بمجموعات تلك العصابات بزعامة مناحيم بيغن الذي نسق بالكامل مع النازيين والجستابو لتحطيم وملاحقة الإذاعة وأنصار السوفييت، وكان تلميذاً لـ بينو في مقر الصهيونية في ألمانيا بشارع (ماينيكر- شتراسه) ببرلين، وبيغن وبينو صديقان حميمان بالإرهاب وسفك الدماء.
وتم كشف المجموعة في الإذاعة عبر اليهود الموالين للنازية الألمانية وجواسيس مناحيم بيغن وتم إعدامهم رمياً بالرصاص وأخذ بيغن على عاتقه مع (بينو) وموشيه أورباخ الذي كان بمدينة فيينا لإجراء كل عمليات التنسيق المشتركة مع الصهيوني (بولكيس) وصديق آخر لمناحيم بيغن، أما إيخمان فكان تحت تصرفهم دائماً في إدارة جهاز الأمن الخاص بفرع فلسطين (11-112) وهو أحد أهم عملاء النازيين الألمان بعد ذهابه خلسة إلى الشرق الأوسط، وكذلك الحال تم التقاط مجموعات من الشباب في الغيتوات في أوروبا الشرقية ممن يشبهون العرب (من رومانيا وهنغاريا) وحظيوا باهتمام الجستابو والأجهزة السرية للعصابات الصهيونية وبتأييد من (كاناريس- وبيغن) لإرسالهم إلى الدول العربية للتجسس وبالأخص في القاهرة حيث أثبتت فضيحة لافون وجود يهود ألمان بضمن المجموعة الإرهابية حينذاك.
كذلك كانت علاقة كاناريس بـ جابوتينسكي ورازين وشتيرن وإسحاق شامير قوية جداً وقد كان شامير معروفاً بـ"إسحاق يزرنتسكي" وقامت مجموعة مرتبطة بهؤلاء الإرهابيين سميت بـ مجموعة (كاناريس- شتيرن) من عام 1939م- حتى 1944م بالتخطيط لقتل اللورد موين المبعوث البريطاني للقاهرة للتداول مع الملك بقضايا معينة، وقد تأثر ونستون تشرشل بقوة بالحادث ثم علق على ذلك:
"إن بريطانيا هي مهندسة لمعماريين يهود نصنع لهم مستقبلهم، ونضمن ذلك المستقبل للصهيونية الجديدة، إلا أن مقتل الوزير المبعوث البريطاني في القاهرة هو من أسوأ أنواع الإرهاب والإجرام على الطريقة النازية الألمانية..."[44].
لقد أثبتت قضيتا كاستنر وكاناريس وعلاقاتهما مع قادة الإرهاب النازي وبأن المنظمات الصهيونية عملت خلال الحرب العالمية الثانية باتجاه واحد ضد السوفييت وستالين والجيش السوفييتي وفضحت تلك الأعمال والوثائق والسلوكيات الفاشية علاقات شتيرن، وآرغون، وغيرهما مع النازيين وبقتل وتشريد اليهود الألمان والرومان والهنغار وتسليم اليهود الموالين لموسكو إلى الأجهزة الألمانية أما غولدا مائير فقد أكدت بأن هؤلاء المرتدين أنصار شتيرن وآرغون كانوا يتمسكون بالعنف الشوفيني[45].
كسبت الصهيونية العالمية إلى الآن معركتها ضد ألمانيا وفشلت كل الدعاوى القضائية التي أثبتها بعض الألمان في محاكم أوروبية ولعل قضية (ديفيد أرفينغ) المؤرخ الأوروبي المشهور كانت خير دليل على التعاضد اليهودي- الصهيوني على تبرير المحرقة النازية بشتى السبل، وبسبب من النفوذ السياسي والمالي والاقتصادي لليهودية العالمية في بريطانيا وفرنسا وروسيا وبعض الدول الأخرى ظلت المسألة اليهودية تنفخ في الأبواق الإعلامية الموالية للصهيونية، رغم أنه إذا نظرنا إلى المؤامرات والدسائس التي حاكها زعماء الصهاينة ضد الأرمن أيام السلطان عبد الحميد ومقتل عدد يتراوح بين 2 مليون إلى 3 مليون أرمني في أبشع صور الإجرام سنجد أن اليهود في الباب العالي كانوا وراء تلك المذبحة وبالأخص المجموعات الماسونية المنضوية تحت لواء محفل (النور) في أنقرة واستنبول، وهذه الجريمة طوتها صفحات التاريخ لأن الدول الغربية تحاول طمس معالمها رغم ما أقدمت عليه فرنسا مؤخراً بتجريم تركيا بمقتل الأرمن في مذابح بشعة وأقر ذلك التجريم في البرلمان الفرنسي بداية عام 2001[129] انتصار الحلفاء في الحرب الثانية والقضاء على الجيش النازي الهتلري وعلى أثر انتهاء الحرب اتفق زعماء تلك الدول بإنشاء كيان استعماري يهودي في بلادنا على أساس الاعتراف بدولة يهودية ودولة عربية وتأييد الاتحاد السوفييتي هذا الإعلان المدعوم من الأمم المتحدة وتمكنت إسرائيل من ابتزاز ألمانيا الغربية إلى حدود غريبة جداً ولم تستطع ابتزاز ألمانيا الشرقية حينما كان هوريش هوينكر معاد للصهيونية ووصمها بأنها وريثة النازية، وبالعكس وجهت الاتهامات لهونيكر بأنه يعادي السامية؟!.
وشكلت التعويضات الألمانية لإسرائيل فيما بعد نقطة تحول هامة ومصدر مالي وعسكري هام لدعم بناء "الدولة العبرية" وعقدت اتفاقيات التعويض كامتداد لاتفاقية هآفارا مع هتلر بالتعويض المباشر والنقدي عام 1952م إذ استطاعت إسرائيل من بناء قوتها العسكرية والاقتصادية وشكلت التعويضات ثمناً لخسارة الشعب الألماني معارك الحرب العالمية رغم أن ضحايا الحرب 40 مليون قتيل ورغم نيل التعويضات ظلت الدعاية اليهودية –الصهيونية في أوروبا تركز على المحرقة النازية ولفت أنظار أوروبا والعالم، وتناسي أكثر من 40 مليون قتيل قضت رحى الحرب عليهم فأرادت الصهيونية العالمية وبريطانيا ابتزاز أوروبا كلها فعملتا على بناء مراكز تذكارية لضحايا النازية من اليهود فقط في لندن، ونيويورك وأوتاوا وأمستردام والقدس، وإضافة إلى ذلك إنهاك كرامة الشعب الألماني تم بناء مركز أو نصبٍ تذكاري في وسط برلين لهذا الغرض بدعم من وزراء الدفاع والمال بدعم بريطانيا والولايات المتحدة رغم أن ألمانيا خسرت بمفردها في الحرب العالمية الثانية لا يقل عن (13) مليون شخص من ضمن الـ 40 مليون قتيل معظمهم من الشباب[130].
كرست بريطانيا دورها في الحرب للترويج إلى المحرقة النازية مع الدعاية الصهيونية العالمية وتم الاستمرار بمسلسل الابتزاز والإرهاب المسلط على الشعب الألماني حيث أضيفت مبالغ تقدر بـ 5.3 مليار دولار تعويضات عن أعمال السخرة التي قام بها اليهود لخدمة الجيش الألماني إضافة إلى ابتزاز البنوك الفرنسية والنمساوية والهولندية والسويسرية بدفع أكثر من (2) مليار دولار كتعويضات عن حسابات بنكية ومصرفية وضعها اليهود في تلك الدول قبيل الحرب العالمية الثانية.
عمل تحت المجهود العسكري في خدمة الجيش النازي ضمن المعتقلات والمعسكرات (714) ألف يهودي كعمال سخرة في 20 معتقلاً أو معسكراً في مناطق مختلفة من ألمانيا والنمسا وإيطاليا، ويعتبر شهود عيان من الناجين آلاف اليهود وغيرهم من الأوروبيين الذين شاهدوا موت زملائهم في المعتقلات والمعسكرات بسبب الجوع والبرد والأمراض، وبعد موتهم تم حرق بعضهم بسبب أمراض خطيرة (كالطاعون) وغيرها من الأمراض المعدية، وقبيل الحرب هرب اليهود من ألمانيا والنمسا وفي السنوات الأولى منها إلى سويسرا وأمريكا ودول أخرى وكان من بين الهاربين قبيل الحرب العالم اليهودي (آنشتين) الذي كان زعيماً لمنظمة (البيت اليهودي) في النمسا وألمانيا، وكانت هذه المنظمة جمعية خيرية وسياسية سرية تتوزع عليها وعلى اليهود كتب سرية (بروتوكولات المطبوعة في بريطانيا وفرنسا ولم يكن عدد اليهود في فترة وجود آنشتين في ألمانيا عام 1939م ليتجاوز الـ 850 ألف شخص إلا إنه كان لهم نفوذهم السياسي والاقتصادي في النمسا وألمانيا بشكل قوي وكانت دور النشر الألمانية معظمها تابعة لليهود الذين طبعوا فيها مجموعة كتب باللغة اليديشية أو الألمانية التي تؤيد الأفكار الماركسية أو الصهيونية حسب آرائهم، باعتبار أن ماركس كان يهودياً علمياً متفوقاً بآرائه على الآراء الصهيونية العنصرية برزت الخلافات الشديدة بين الاتجاهين حتى أن الصهيونية المرتبطة بالجستابو تعاونت من أجل تسليم الشيوعيين والاشتراكيين واليساريين اليهود للنازية وكرس هؤلاء جل وقتهم للتعاون مع الأفكار النازية من عصابات (شتيرن وآرغون، وبيتار) مقنعين هتلر وغيره بإمكانية انتصار النازية في الشرق وفلسطين وبناء الرايخ النازي –الصهيوني- الفاشي في فلسطين فيما إذا انتصرت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية؟![131].
وفي خلال الحرب ا لتقى الأسرى من مختلف الجنسيات والقوميات والأديان من الروس والبولونيين والبوسنيين والفرنسيين الكاثوليك والأرثوذكس والمسلمين في معسكرات الاعتقال النازية إلى جانب اليهود إلى أن تم تخصيص معسكرات خاصة لهم بالاتفاق مع شركة هآفارا لتهجيرهم بشكل كلي بعيد الحرب إلى فلسطين بالاتفاق مع (موسى هس) و (هتلر) وانتقاماً من اليهود وبالأخص الشيوعيون منهم الذين عملوا لصالح الاتحاد السوفييتي أو الاشتراكيين والديغوليين الذين عملوا مع فرنسا، أو مع الليبراليين والنبلاء الذين عملوا مع بريطانيا، بدأ الألمان بإرسال اليهود عام 1941م إلى معسكرات اعتقال خاصة بهم وأجبروهم على وضع النجمة السداسية على صدورهم وبعد أن أدرك الألمان أن اليهود الأمريكيين يقفون مع الحكومة الأمريكية في الحرب ضدهم وفرضت عليهم الأعمال الإجبارية وانتزعت حقوقهم نهائياً وطرح النازيون أفكار عنصرية حول نقاء العنصر الجرماني بطرد اليهود بدونيتهم من ألمانيا وكانت المؤرخة اليهودية-الأمريكية (منة أرندت) ذكرت ذلك في كتاباتها عن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة للتدخل في الحرب لصالح الحلفاء، بعد أن أقنعت الولايات المتحدة الأمريكية واحتكارييها بدعم إمكانياته وتطلعاتها لاحتلال الاتحاد السوفيتي والتخلص من النظام الشيوعي في موسكو.
لقد طلبت المنظمات الصهيونية من اليهود بوضع (النجمة الصهيونية) على صدوهم ورؤوسهم وأيديهم لتمييزهم عن باقي السجناء الأوربيين واستشعر اليهود بالذل والمهانة حينما فرض الحزب النازي عليهم بوضع النجمة الصهيونية الصفراء على صدورهم وبيوتهم ومعسكرات الاعتقال باعتبارهم خونة وجواسيس وتآمروا على قتل الفوهور هتلر عدة مرات رغم أنه يحقق مطامع الصهيونية بالقضاء على الاتحاد السوفييتي.
دعت سويسرا عام 1941م إلى مؤتمر دولي في أيلول لتدارس المسألة اليهودية ورفضت الدول الأوروبية فتح أبواب هجرة اليهود الألمان الذين يتحدثون (اليديشة) دون وضع قيود مسبقة عليهم وبالأخص بضغط وابتزاز من الحركة الصهيونية فبعض الدول طلبت تسفيرهم إلى أميركا والأرجنتين والبرازيل وبعض الدول وجهتهم للهجرة إلى فلسطين وحتى وإن عملت الوكالة اليهودية العالمية وسعت إلى تهديد كل يهودي لا يفكر بالهجرة إلى فلسطين بالقتل.
وكانت الدول الأوروبية قبيل الحرب وبعدها بقليل لا تريد الدخول بتفاصيل (اللاسامية) وإعادة المسألة من بداياتها علماً أن معسكرات الاعتقال اليهودية كانت منتشرة في دول أوروبية كثيرة غير ألمانيا، لنجد أن بريطانيا عام 1904م أسست (27) معسكر اعتقال جماعياً لليهود في مستعمراتهم في مصر، وسيناء، والهند، وأستراليا، وجنوب إفريقيا وتم احتجاز مئات الآلاف منهم وماتوا جوعاً دون أن تتحرك الصهيونية العالمية لإنقاذهم لأنهم أرادوا السفر إلى الولايات المتحدة أو البقاء في أماكنهم فلا نجد أي ذكر لهؤلاء في الدعاية الصهيونية أو في الإعلام الغربي؟!.
إضافة إلى ذلك كانت روسيا تقيم 21 معسكراً للاعتقال الجماعي معظم ضحاياها من شعوب آسيا الوسطى والقفقاس المسلمين (منطقة شمال القفقاس) وتم نفيهم إلى أدغال سيبيريا وقتل منهم الآلاف على يد الجنرال الكبير مستشار ستالين (بيريا) عام 1921م وابتدأ بمسؤولياته الخطيرة من عام 1921م كرئيس لجهاز الشرطة السرية وقبل ذلك كضابط صغير مسؤول عن أحد السجون أيام القيصر والحكومة اليهودية المؤقتة، وقد نصحته بريطانيا والصهيونية العالمية بالانضمام للبلاشفة كي يفيدهم فيما بعد بالتآمر والتجسس لحسابهما، وكان مشهوراً بدوره الإجرامي الخطير في سجون القيصرية والبلشفية وقتل ملايين البشر تحت حجج أنها أوامر من ستالين[132].
أكدت (جماعة مراجعة التاريخ) طبيعة العلاقات السرية التي نشأت بين أقرباء هتلر من طرف والدته من اليهود وبينه لوضعهم في مناصب حزبية وأقنية عالية جداً وبأن العديد من اليهود كانوا مستشارين له لهم حق التصرف المطلق وأن هتلر ساعد هآفارا على تهجير اليهود إلى فلسطين سراً، وكانت مساعداته لمنظمات صهيونية في فلسطين تفوق مساعدات بريطانيا والولايات المتحدة معتقداً أنه سينتصر في الحرب، وسوف يسيطر على قناة السويس وسكك الحديد من بغداد ونفط الخليج وباكو، وفي عام 1937م وقع هتلر اتفاقية بين الحكومة النازية ومندوبين عن الحركة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية من أجل تسهيل سيطرة الصهيونية النازية على الحكم الألماني وبالتالي تسهيل هجرة اليهود من ألمانيا وأوروبا إلى الرايخ في فلسطين وتأمين نقل ممتلكاتهم وأموالهم ووثائقهم وكل ما يمتلكونه عبر (شركة هآفارا التجارية) إذ نقل مع اليهود إلى فلسطين (133) ألف جنيه استرليني وأكثر من 240 ألف مارك ألماني بإذن وباتفاق مع هتلر نفسه.
لقد وقف العديد من الباحثين والعلماء والكتاب يستنكرون أكاذيب الصهيونية حول المحرقة النازية التي يشاع فيها بأن هتلر أحرق (3) ملايين يهودي، إذ لم تحتو ألمانيا مطلقاً على هذا العدد الضخم من اليهود ولا حتى أوروبا نفسها[133].
في ختام أعمال (جماعة مراجعة التاريخ) حاربتها المنظمات اليهودية واللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا عبر الدعاية وتقديم الشكاوي القضائية لإجراء تعتيم شامل على آرائهم ومواقفهم بكشف أكذوبة المحرقة النازية هذا ما فعله ديفيد أرفينغ ضد دبوره لبشتات لكن قبل الدخول في ذلك علينا تسليط الأضواء على انكسارات ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
لقد التزمت ألمانيا بتعويضات للدول المتضررة في الحرب العالمية الأولى وفرض عليها بالقوة إعادة كميات ضخمة من (الذهب) لتركيا والإمبراطورية النمساوية وروسيا وهنغاريا حيث اتفق في اتفاقيات فرساي 28/6/1919م من قبل الحلفاء ضد الدول المهزومة وهي اليابان وألمانيا وإيطاليا.
لقد وجدت الولايات المتحدة من واجبها التعويض على القطاع العام فيها، بينما أدخلت بريطانيا تعويضات على خسائر الأفراد وفرضت فرنسا على ألمانيا تعويضات تقدر بـ 220 مليار مارك ذهبي، إلا أن الكونغرس الأمريكي رفض التصديق على لجنة التعويضات (فرنسا، بريطانيا، أميركا، إيطاليا) إضافة إلى دول اليابان، بلجيكا، ويوغسلافيا، إذ اقتصرت اللجنة على الدول الأربع الأولى وعقدت اللجنة اجتماعاً لها عام 1920م من نتائجها توزيع التعويضات على الدول.
-فرنسا (52%).
-بريطانيا (22%).
-إيطاليا (10%).
-بلجيكا (8%).
-اليابان ورومانيا ويوغسلانيا 0.75%، و0.75% للبرتغال.
وقدرت قيمة التعويضات تلك بـ (132) مليار مارك ذهبي على أن تدفع سنوياً (2) مليار مارك ذهبي بالإضافة إلى ربع قيمة الصادرات الألمانية المقدرة آنذاك 4 مليار مارك ذهبي أي عليها دفع تعويضات لمدة 45 عاماً تقريباً، وعقدت فرنسا اتفاقاً مع ألمانيا (راتنو-لوشور) في 1922 لدفع التعويضات نقداً وهدفت من وراء ذلك زرع الخلافات بين الدول التي تدفع لها التعويضات.
كذلك ألزم مؤتمر 1945م بين دول الحلفاء المنتصرة على هتلر في الحرب العالمية الثانية بأن تدفع ألمانيا مبالغ قدرت بـ 20 مليار دولار كتعويض عن خسائر الحرب، وألزمت بإعادة كل المحلات المسروقة بما فيها اللوحات الفنية القديمة غالية الثمن وألزمت إيطاليا بإعادة كل ما تم نهبه من الحرب من أموال وذهب وأثاث من قبلها.
إذاً تم ابتزاز ألمانيا الضعيفة بسبب فشلها بالحرب العالمية الأولى والثانية، واستغلت الحركة الصهيونية العالمية النزاعات والخلافات فيما بين الدول واستطاعت تحريك أيديها الخفية عبر شتى الأساليب، حتى فيما إذا نظرنا إلى مسألة الهولوكوست التي استغلتها جيداً بدعم من الدعاية البريطانية والفرنسية والأمريكية، وسنجد أن هذا الحلف الاستعماري ظل ولا يزال يتلاعب بمصير الشعوب والتحولات السياسية في أوروبا والشرق الأوسط والعالم لمصلحة اليهود والصهاينة بكل المعايير اللاأخلاقية واللاقانونية.
لقد تجلت قضية المؤرخ (ديفيد ارفنيغ)[134] التي رفعها ضد المؤلفة اليهودية (دبوره لبشتات)[135] وناشر كتابها بنغوين إذ قدم المؤرخ أرفينغ مئات الوثائق وجلب الخبراء من أكثر من مكان في العالم لكي يثبت لها أن كتابها مدموغ بالأكاذيب والأضاليل عن (المحرقة اليهودية) وبالمقابل استفزت (دبوره) يهود لندن وأثرياءها ويهود أوروبا والولايات المتحدة من مجموعات الضغط والابتزاز اليهودية واللوبي الصهيوني المتنفذ في أوروبا وأمريكا لإثبات عكس ما أثبته ديفيد أرفينغ وكان الثري (سبيلبرغ) قد دعم لبشتات مالياً وإضافة إلى حكومة العدو الصهيونية ضد كتاب أرفينغ عن (أيخمان) وقد وجهت الدعاية الصهيونية ضده لأنه كتب التاريخ والحقائق ملموسة وواقعية عما يسمى بالمحرقة النازية إذ أكد أن الإنسان العاقل لا ينكر دور الهتلرية في قتل اليهود وغيرهم ووضعهم في معسكرات اعتقال لكن الحركة الصهيونية واليهود وإسرائيل بالغوا في عدد الذين ماتوا أو قتلوا، مستنكراً المزاعم القائلة بأنه استخدمت غرف الغاز في "اوسيفيتز" ضدهم، وأكد أن اليهود ماتوا كغيرهم بسبب الجوع وأعمال السخرة والأمراض وأحرق منهم العديد كما أحرق من غيرهم.
تعتبر دبوره لبشتات من أنشط الكتاب اليهود الصهاينة في الولايات المتحدة وهي ملتزمة بكل ماهو تحريفي وشوفيني لصالح العنصرية الصهيونية، وتؤسس العداء لليهود بفضل تعصبها المتطرف والمعادي للشعوب الأوروبية غير متناسية أدوار أوروبا السابقة في قتل وحرق اليهود في مدينة (نيدلنفن) وهي متطرفة حقودة تدافع عن العصابات الصهيونية وأنشطتها الفاشية الإرهابية واستغلت المحاكم البريطانية كعادتها قضية المؤرخ البريطاني مؤكدة بأنه لا يمكن إنكار وجود غرف الغاز في معسكرات الاعتقال اليهودية حيث زعمت لبشتات، والقاضي البريطاني بأن ألمانيا النازية حرقت 3 ملايين يهودي في غرف الغاز بينما لم يكن في ألمانيا قبل وفي خلال الحرب أكثر من مليون يهودي وهذه الأكذوبة لا تنطلي على أحد إلا المتضامنين تاريخياً مع الصهيونية العالمية وبالأخص بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤوم 1917م وصاحبة الانتداب على فلسطين والتآمر مع بن غوريون وغولدا مائير وعصاباتهما لاغتصاب فلسطين لقد كان رئيس الورزاء الإسرائيلي (أهودا باراك) من أوائل الذين هنؤوا دبوره لبشتات على انتصارها في قضية (أرفيننغ) والذي قال فيها:
"إن الحكم الذي أصدره القاضي البريطاني نصر للعالم الحر ضد قوى الظلام التي تحاول إزالة ذكرى أسوأ درجة أدركتها الإنسانية وأن إسرائيل مستمرة في النضال ضد أولئك الذين ينكرون الهولوكوست"؟![136].
إذاً ماذا نقول عن تصرفات باراك الفاشية والإرهابية، بذهابه لبيروت وبقتل كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار؟ وماذا نقول عن جزار وسفاح مجازر صبرا وشاتيلا أريئيل شارون وعن مذابح دير ياسين وكفر قاسم وقبية ونحالين وحواسه وهدارا الكرمل والمذبحة اليهودية المخطط لها سلفاً مع إدارة مصفاة حيفا (الرفيزي) تلك الإدارة البريطانية التي سوغت لنفسها التآمر مع العصابات الصهيونية لقتل العمال العرب بالقنابل اليدوية؟ ماذا نتحدث عن المحرقة الصهيونية المكرسة منذ أكثر من خمسين عاماً ضد الشعب الفلسطيني ماذا نقول عن اعترافات شلومو بن عامي في 28 تشرين الثاني 2000م حيث أكد (عكيفا ألدار) في صحيفة هآرتس في جلسة للحكومة الإسرائيلية بأن وزير الخارجية الإسرائيلية اعترف وبشكل رسمي:
"الشعب الفلسطيني واقع تحت الاحتلال وهو محتل ومحاصر في مواجهة محتليه"[137].
لعل ما ذكره (عكيفا ألدار) عن قول شلومو بن عامي نصف الحقيقة، والحقيقة الكاملة علق عليها هنري سيغمان[138] لقد وجد الإسرائيليون أنه مؤلم لهم الاعتراف بالظلم الذي وقع على الفلسطينيين نتيجة قيام الدولة اليهودية لأنهم اعتبروا الاعتراف بذلك إسقاط تاريخي وسياسي وقانوني لشرعية المشروع الصهيوني كله على أنه قائم على الباطل وليس على شيء آخر[139].
ليس من حق حكومة الإرهابي "أهودا باراك" أن تطالب الفلسطينيين الالتزام بالخضوع للقانون الدولي، وهي تخترق القانون الدولي وجميع الاتفاقيات الموقعة لصالح الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وبالأخص حق العودة وتقرير المصير وحق التعويض عن سنوات القهر والقتل والتهجير، وتحديد الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني بمعانيها الإنسانية والتحررية، لقد أكد هنري سيغمان رداً على دبورة لبشتات وعلى شارون وباراك بأن يحذوا مع مثقفي وسياسي "إسرائيل" حذو شلومو بن عامي وان يحوّلوا أفكاره والإقرار الخافت لوزير الخارجية فيتحول إلى فعل سياسي بنَّاء وإنساني وليس إلى فعل عنصري وبربري متوحش.
لا يمكن تناسي قضية أن النازية الألمانية لعبت دوراً خطيراً في تدمير مقدرات دول وشعوب بشكل فاشي بغزوها الهمجي لاحتلال أوروبا والاتحاد السوفييتي طمعاً في بحر قزوين ونفط باكو والمنطقة، وكرست النازية المقولات والثقافة العنصرية المعادية لجميع البشر تحت ما يسمى تفوق (العرق الجرماني) وهي المقولات الصهيونية العنصرية نفسها المعادية لشعوب وأمم العالم تحت ما يسمونه (معاداة السامية) فتحت هذا الشعار نهضت المسألة اليهودية من تحت رمادها وحركتها الدول الكبرى لإبراز دورها ووزنها وقوتها في العلاقات الدولية.
والشعوب الأوروبية وأحزابها التقدمية حاربت الهتلرية ودافعت عن نفسها أيضاً، أما الحركة اليهودية –والصهيونية فلم تدافع عن أوروبا وبلدانها بل دافعت عن يهوديتها فقط، حتى في خلال الحرب، ودفعت بالآلاف للهجرة لتحقيق أهدافها العنصرية الضيقة، ولم تدافع عن الإنسانية والبشرية في الحرب مطلقاً...؟!.
أما تصريحات (هتلر صغير) أيدها كل من أمنون شاحاك واسحق ليفي من علي منصة الكنيست الإسرائيلي، لكن أكدت الأوساط العربية والروسية ودول أخرى بأن تصريحاته تعيد للأذهان الوجه النازي لحكام إسرائيل بينما علقت روسيا عبر ناطق حكومي بأنها (أي تصريحات ديفيد ليفي) تزيد من حدة التوتر وتدفع للمزيد من القلق، ولا تقدم عملية السلام إلى الأمام أية خطوة مع زيادة التطرف الصهيوني وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
ونعدكم بأنكم ستقرأون ما لم يقرأه أحد حول التاريخ الصهيوني بشكل كامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق